الاثنين، 23 نوفمبر 2020

مانيفيستو

 

 


 

   قمت بكتابة هذا البيان أو ما يسمى بال"مانيفيستو" على غرار أمثلة شهيرة اتطلعت عليها أثناء دراستي للمدارس الفنية المختلفة. جاءت الفكرة في شهر مايو من عام ٢٠١٩، قد تكون نتيجة موعدي السنوي مع الاستفراد بذاتي و محاكمتها ( طقوسي السنوية لإحتفالي بعيد ميلادي!). و قد يرجع سبب كتابتي لهذا البيان بأني كنت أتشافى من الضغط النفسي الذي خلفه معرضي الشخصي الأول "العنقاء دائما تسمو"، فاحتجت وقتها لأن أحلل سبب إحساسي بعدم الرضا على الرغم من نجاح المعرض. 


   نشرت النص باللغة الإنجليزية و لم أتوقع أن يحظى بالكم الهائل من التعليقات الداعمة و المثبطة له! النص الذي سأدرجه هنا مترجم من قبل أختنا العنود من مدونة مترين في متر الجميلة، يمكنكم قراءة المقالة كاملة هنا.


المانيفيستو

 -  البراعة في المهارة والحرفة هي مقياس النجاح.

 -  النجاح لا يعني الشهرة. 

-  النجاح لا يعني رقم كبير من المتابعين (في و سائل التواصل الإجتماعي).

 -  النجاح لا يقود إلى الثقافة السائدة، – في الواقع، الثقافة السائدة هي في الغالب هراء (خالية من أي مضمون حقيقي يستمر لأجيال، تتبدّل و تتلون وفق الموجات السائدة). 

-  الفنان ليس آلة تصنيع؛ يصنع، يدمر، يأخذ إجازة ويعيش.

 -  أعمالي الفنية ليست مجانية، لن أقايض الفن بالمعارض [التي تقام] في المتاحف المبهرجة بلا مقابل.

 -  لن أقايض الفن من أجل قضايا أنا لست منخرطة فيها. أستحق أن أعوض ماديًا كأي شخص آخر يقوم بأي عمل آخر. 

-  أعمالي الفنية لن تزين فنادق مكة أبدًا. - من النفاق تصوير ضياع التراث الثقافي في عملي وتسويقه عبر منصات تساهم في المشهد الرأسمالي الحديث في المدينة. هذا رد على الإيميلات العديدة التي تصلني لكني أجد نفسي دون كلمات للرد. 

-  لن أقف أمام أعمالي الفنية وأقوم بتقديم عرض [شرح] مفصل عنها.(فبعضها لا يختزل في الكلام، و خاصة اللوحات منها. فهي عادة وليدة تجارب حياتية و مشاعر متراكمة من سنين.)

 -  لن أرد على الإيميلات التي تخاطبني باسم معرف حسابي على مواقع التواصل الاجتماعي.

-  لا لصنع أعمال الهدف منها إثراء محتوى انستقرام أو أي منصة أخرى.

 -  لا للإستخدام المبتذل لكلمة “aesthetic” أيضا.

 -  أرفض أن تفسر أعملي من منظور استشراقي أو استعماري، و هو منظور طاغي و مؤثر على الساحة الفنية نظرا لنفوذ بعض المؤسسات الفنية الأجنبية التي لا بد و أن تدعم الفن بما تراه لائقا أو مناسبا لمعاييرها. هذا التأثير يبدو واضحا لكل فنان/ة ممن يتعاملون مع الفن الإسلامي أو التقليدي عامة.

 -  لست مضطرة لأن أشرح من أنا للإعلام/الأشخاص الذين يشعرون أنهم مهددين بفكرة أن المرأة الشرقية المسلمة بإمكانها أن تكون نفسها الحرة. لا يمكنني أن أعد المرات التي أسئل فيها حين أعرض أعمالي في أي بلد أجنبي عما إذا تعرضت "للضغوط الأسرية" أو الاضطهاد بدلاً من الإهتمام بأعمالي و رحلتي.

 -  أختصر على نفسي الوقت وأتجاوز الصحافة العربية لأنها ميتة.

 -  أرفض أن تفسر أعمالي من وجهة نظر نسوية (white feminism) بالتحديد.

 -  أرفض أن تدار أعمالي من قبل رجال الأعمال المسيطرين على المشهد الفني ما لم تناسب توجهاتي الشخصية.

 -  أرفض استغلال و اختزال المفاهيم الدينية والروحية من خلال الفن.

 - أرفض أن تبدو على أعمالي أو شخصي نبرة الإعتذار للجمهور الغربي.

 -  عندما أعتقد أني وصلت للقمة، أبدأ من جديد.

الأحد، 22 نوفمبر 2020

بوح غير منتظم ١

 

 

 

 


   ها أنا أعطي التدوين فرصة جديدة بعد أن توقفت عنه منذ سبعة سنوات بسبب ظهور انستجرام ومنصات أخرى استسغتها أكثر ذلك الوقت. أما الآن فقد مللت كل تلك الوسائل التي كنت أشارك فيها أفكاري وأعمالي. قد يكون ملل مبرّر و قد أكون أنا التي أمل رتابة التكرار والسير في سياق منتظم لفترة طويلة. أو إنها لعنة جيل ال millennials الشهيرة، الجيل المتخبط في أعماقه و الذي يسير في حياته متبّعا حالاته النفسية!

   لا أدري إن كان العيب في زماني الذي لا أفهمه و هو بدوره لا يستوعبني أو أني قد اعتدت تلك النظرة السوداوية المصاحبة للفنانين. ذلك الإحساس بأن الموهبة تنقم على صاحبها إحساسه بالغربة ما لم يزاولها و بأنه مستحيل أن ينتمي لأي شيء سوى عدّته الفنية و إن تظاهر بعكس ذلك. مرت عليّ سنة منذ آخر مرة اختلي فيها بنفسي في حضرة الفن، و لكني لا أعتب على نفسي هذا الغياب فالعالم جله متأجج ما بين جائحة تعصف به و تدهور اقتصادي وسياسي مستمر. أعطي لنفسي الفسحة لأن اتأمل كارثية اللحظة و أتوقف عن مزاولة الفن لوهلة. أما عن إحساس العجز عن ممارسة الفن، فلذلك وحشة في النفس لا توصف، قد استجمع قواي في يوم ما و أكتب عنها مطولا.

    كمّ التخبط الفكري المحيط بالفنان لا يدركه سوى من يسلك نفس الطريق. فالرحلة الفنية لا بد و أن تكون محفوفة بالنقيضين من كل إحساس، ثنائية القطب bipolar في صميمها. ولذلك أعتقد أن التوقف لوهلة أمر صحي جدا و لكن هل الوسط الفني يتيح ذلك للفنان في هذا العصر المتطلب لكل شيء بسرعة تفوق تحمل الجسد البشري؟ كيف للإنسان أن ينتج باستمرار دون أن يتوقف لوهلة و يعايش تفاصيل الحياة التي هي محض ممارسته العملية! الفنان مطالب في هذا العصر أن يكون دائم التواجد في منصات جديدة تقولب التجربة الفنية في مربعات و متابعين و بعض نقرات (likes) قد تعني أو لا تعني شيئا. ذلك و بالإضافة إلى معارض ومواسم فنية تجمع الحابل بالنابل و تجعل من هذه المحافل سوق سوداء لطبقة لا تخرج من أبراجها العاجية سوى مرة واحدة في السنة. ما أبشع الرأسمالية! و ما أبشع صورة تحول الفن إلى سلعة في يد هؤلاء!

   أنا هنا لأني سئمت ذلك كله، و سئمت ذلك القالب الذي لم اختاره و الذي يصنّف فيه فني وفق جواز سفري، و عدد متابعين صفحتي في انستجرام، و مدى مواكبة فني للموجات الفكرية السائدة في العالم.

   هنا لأبوح عن ما أعايشه بلا اصطناع. قد يقرأ كلامي شخص أو مائة أو لا أحد على الإطلاق، المغزى ليس كذلك. إنما أنا هنا لأن الأفكار الحبيسة كثرت و خروجها أصبح من ضرورات البقاء.



بوح غير منتظم/الفن الإسلامي المعاصر

   الفن الإسلامي.. فن كثُر الإقبال عليه في الآونة الأخيرة و ترددت حوله الكثير من الآراء المبنية على أسس يقبلها المنطق و حجج لا أساس لها! فما...